عدد الرسائل : 758 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 06/02/2007
موضوع: الجوهري .. الجنرال يعود لاستكمال فتوحاته السبت أغسطس 11, 2007 5:20 am
ربما لم تكن الإصابة فألا حسنا على لاعب كرة قدم مثلما كانت على محمود الجوهري، فصانع الألعاب الذي تميز بخفة الحركة والتمريرات القاتلة والقدرة على التهديف، ولكنه اضطر إلى إنهاء مشواره مبكرا ليتحول إلى أعظم مدرب مصري في التاريخ.
وعلى الرغم من فوزه بالدوري المصري مع النادي الأهلي ست مرات وفوزه بلقب هداف كأس الأمم الإفريقية عام 1959 التي انتزعت مصر كأسها، فإن سيرته مدربا فاقت هذه الإنجازات وطغت عليها.
ويعتبر الجوهري نفسه محظوظا لأن مشواره في الملاعب لم يمتد كثيرا وهو "ما جعلني أسعى بقوة لتحقيق ما فاتني في الملعب مع اللاعبين الذين أدربهم" وفقا لتصريحاته في حوار مطول أجراه مع قناة دريم الفضائية.
ونجح "الجنرال" بالفعل في تقديم لاعبين يحملون قلب الجوهري وعقله، إذ يقول أغلب النجوم الذين تدربوا تحت قيادته إن الجوهري هو أباهم الروحي الذي لن يضر أبدا فردا من عائلته الكروية.
ويملك الجوهري شخصية قائد يكن له كل من دربه امتنان لا حدود له، يهتم لأمر لاعبيه ويدافع عنهم داخل الملعب وخارجه ولكنه يقسو عليهم ويستفز قدراتهم داخل البساط الأخضر في مزيج جعله يحوز على ثقتهم الدائمة إلى درجة أثارت غيرة بعض الذين قادوا الفريق من بعده.
وقال قائد الزمالك حازم إمام إن الجوهري كان صاحب الفضل الأكبر عليه في الملاعب سواء عندما كان يدربه في نادي الزمالك في منتصف التسعينات أو المنتخب لاسيما في كأس الأمم الإفريقية عام 1998 فيما أكد قائد المنتخب أحمد حسن أن الجوهري هو من ساعده على الاستفادة من كل إمكانياته ومهاراته.
دائما .. الأول
ويعد الجوهري رائدا في مجاله إذا كان أول من فاز بكأس الأمم الإفريقية لاعبا ومدربا، وأول من قاد المنتخب المصري للتأهل إلى كأس العالم في ظل تصفيات مؤهلة محدثة، كما كان المدرب الأول الذي يقود المنتخب الأردني إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية بعدما اعتاد الفريق تذيل تصفياتها.
أحمد حسن يدين للجوهري بكثير من الفضل
وعلى مستوى الأندية، سجل المدرب القدير اسمه باعتباره أول من قاد الأهلي للفوز بدوري أبطال إفريقيا عام 1982 وأول من قاد القطبين مدربا ونجح في الفوز على كليهما من مقعد الفريق الآخر.
وحقق الجوهري مع الأهلي كل شيء إذ جمع ثلاث بطولات دوري ولقبي كأس مصر بجوار دوري الأبطال وكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قبل انتقاله للزمالك حيث قاد ثورة شاملة داخل النادي توج بعدها بالسوبر الإفريقية التي شارك فيها الفريق الأبيض بوصفه بطلا لدوري الأبطال الذي فاز به تحت قيادة الجنرال.
وحتى على مستوى طرق اللعب، كان أول من طبق طريقة لعب 1-4-5 في كأس العالم 90 والتي اتبعها كل المدربين المصرين بعد ذلك وحتى يومنا هذا، وأول من استخدم طريقة 2-2-4 من المدربين المصرين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002 بل وكان الوحيد الذي طبق شقها 2-1-2-1-4 الذي ابتدعه الإيطالي أريجو ساكي.
رجل الاحتراف
والجوهري هو مؤسس نظام الاحتراف في مصر وأكثر من شجع اللاعبين المصريين على خوض تجربة الاحتراف في أوروبا وعلى رأسهم هاني رمزي وأحمد حسن وغيرهم.
وعلى الرغم من اعتراف الجوهري بأن نظام الاحتراف في مصر لا يزال قاصرا، فإنه أكد أن الإيجابيات موجودة، أبرزها أن اللاعب بات يبذل قصارى جهده ليستطيع الانتقال إلى ناد أفضل وأنه قنن حركة اللاعبين إلى أوروبا بدلا من انتقال المواهب مجانا من دون استفادة الأندية منهم.
وربما يكون منصبه الجديد في الاتحاد المصري فرصة له ليكمل بناء ما بدأه ويعيد فتح صفحة الاحتراف من جديد ويستطيع تطبيق ما كان يرغب في تحقيقه إبان التسعينات ولكن قرار إقالته من تدريب المنتخب منعه من استكماله.