منتدى حــ الاسلام ــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حــ الاسلام ــــب


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لمحات من انسانية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Bossy M. Zein
مشرف القسم الطبي
مشرف القسم الطبي
Bossy M. Zein


انثى
عدد الرسائل : 746
العمر : 40
الاقامــــــه : مصر
تاريخ التسجيل : 30/06/2007

لمحات من انسانية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام Empty
مُساهمةموضوع: لمحات من انسانية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام   لمحات من انسانية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 15, 2007 5:21 pm

إنسانية الرسول في حروبه
(نماذج عملية من السرايا والغزوات)
عندما جاء الإذن للرسول والمسلمين من الله ـ سبحانه وتعالى ـ بالقتال بعد أربعة عشر عاماً من الصبر على أقسى صور الإذلال والملاحقة لم يتوان الرسول (عليه السلام) في الخروج بالمسلمين على شكل سرايا وغزوات ، وذلك لتأمين حياتهم في المدينة ، في مواجهة القبائل المتربصة بهم، وفي مواجهة قريش التي لا تريد أن تعترف بكيانهم الجديد ، ولا أن ترفع سياطها عن المستضعفين المعتقلين لديها الممنوعين من الهجرة ، ولا أن تكفّ عن مصادرة أموالهم ، وعن ملاحقة الدولة الجديدة بصورة التآمر والتأليب والتحريض لليهود والمنافقين في المدينة ، وللقبائل الأخرى في الجزيرة ...
وكانت السرايا أشبه بالدوريات الاستطلاعية التي تسعى لفرض الهيبة وإشعار الآخرين باليقظة ، وأيضاً لاستكشاف الطرق المحيطة بالمدينة ، والتي يمكن أن ينفذ منها الأعداء ، وعقد معاهدات السلام مع القبائل التي تقع مساكنها على هذه الطرق ، فضلاً عن جمع المعلومات عن هذه القبائل وصلتها بقريش ، والتفاهم معها لتزويد المسلمين بالمعلومات عن تحركات أهل مكة ضد دولة الإسلام في المدينة .
ومن متابعة حركة السرايا يبد وأن السرايا التي يقل عدد أفرادها عن عشرة أفراد كان هدفها استقصاء الأخبار وجمع المعلومات ... إلا إذا فرض الأعداء عليها الدفاع عن نفسها ... أما السرايا الأكثر عدداً فكانت سرايا مسلحة ومدربة هدفها إرهاب العدوّ حتى لا يكفر في غزو المدينة ، وكانت على استعداد للاشتباك عند اللزوم ـ مع جمعها للأخبار والمعلومات أيضا ـ وكان عدد بعض هذه السرايا يتجاوز مائتي مقاتل(1) .
وثمة ملمح هنا نسوقه لتأكيد الطبيعة الإنسانية الأخلاقية لهذه السرايا ، فمن المعروف أن جزيرة العرب كانت في عصور كثيرة ، ومنها العصر الذي نتكلم عنه ، تعج بكثير من قوافل السلب والنهب (لنتذكر هنا قصة سلمان الفارسي ، وزيد بن حارثة وغيرهما) ... وكانت الصحراء تبدو ملكاً لهذه القوافل ـ التي يمكن أن تستغل أيضاً ـ عن طريق المال لقريش وغيرها لجمع المعلومات عن المسلمين وترويع أهل المدينة ... فكانت السرايا هي الحلّ الأمثل للوقوف ضدّ هذه القوافل ـ من جانب ـ ومن جانب آخر سوف يرى الناس في الجزيرة أن قوافل ـ أو سرايا ـ رسول الله ، على العكس من هذه السرايا في سلوكها وتعاملها ، فهي لا تمدّ يدها بسوء لأي شخص،لا لماله ولا لعرضه ، ولعلها المرة الأولى في الجزيرة التي تمرّ فيها قوافل على هذا النحو من أمام البيوت والمساكن ، تبعث على الأمن لا الخوف ، وتدعو إلى التعاهد على السلم ... وتقاوم قوافل السلب والنهب ... وسوف يشعر العرب بأن هناك من يمكن أن يطمئنوا إليه ويجدوا في ظلالها الأمن إذا وضعوا أيديهم في يده ... كما أن قريشاً التي كانت تريد أن تبقى مسيطرة على الجزيرة كلها ... لم يعد الظرف الجديد يسمح لها بذلك ... فهناك من يتربصون بها وبتجارتها ، ولن يكفوا عنها حتى تسالمهم وتعترف بكيانهم وحقهم في الحياة والدعوة لعقيدتهم ... وهذه المعاني السامية كلها حققتها السرايا ـ أولاًَ ـ والغزوات ثانياً .
*************
وكانت السرية الأولى في رمضان من السنة الأولى للهجرة ، جعل الرسول عليها عمه حمزة بن عبد المطلب ، ومعه ثلاثون شخصاً ، أرسلوا إلى سيف البحر ، فلقوا عيراً لقريش بقيادة أبي جهل فيها ثلاثمائة مشرك ... ولم يحدث قتال .. إلا أن أبا جهل ـ بالطبع ـ قد فهم الرسالة الموجهة إلى أهل مكة ، وهي أن هناك قوة جديدة تفرض عليهم السلام والاعتراف بها وإلا ستهدد مصالحهم التجارية .
*************
وفي شوال خرجت السرية الثانية في ثمانين راكباً على رأسها عبيدة بن الحارث ، وفيها سعد بن أبي وقاص ... ولم يحدث قتال ، إلا أن سعداً رمى بأول سهم في الإسلام ... وفرَّ إلى المسلمين المقداد بن عمرو (الأسود) ، وعتبة بن غزوان ، وكانا قد أسلما وحبسا في مكة .
*************
وفي السنة الثانية للهجرة خرج الرسول الكريم ـ قبل بدر ـ بقيادة ثلاث غزوات وسرايا ، فقد خرج ليعترض عيراً لقريش عند (ودان)، فلم يدرك العير ، وعاهد بني صخرة على الأمان والتناصر... ثم بلغه أن عيراً لقريش يقودها أمية بن خلف في مائة من قريش ذاهبة إلى الشام فخرج لملاقاتهم في مائتين من المهاجرين حتى بلغ بواط ، فوجد العير قد فاتته، ولم يلق كيداًَ ... وكذلك خرج الرسول ومعه مائة وخمسون في غزوة العشيرة ، لملاقاة عير لقريش يقودها أبو سفيان ، ففاته العير ، ووادع بني مدلج وحلفائهم ثم عاد إلى المدينة ينتظر رجوع القافلة ... فرجعت وأفلت بها أبو سفيان ... ثم كانت ـ بسبب هذه العير ـ غزوة بدر الكبرى ...
ـ ونلاحظ أن السرايا السابقة خلت من الاشتباكات الدموية ، مما يؤكد طبيعتها ووضوح أهدافها التي أشرنا إليها سابقاً.
*************
وقد أغار على المدينة كرز بن جابر الفهري ، وهرب ، فخرج الرسول في طلبه ، ولم يدركه، وهذه تسمى غزوة بدر الأولى ... ثم خرج عبد الله بن جحش على رأس سرية من ثمانين رجلاً ، حتى نزلوا (نخلة) في طريق البصرة بأمر الرسول ، ولقوا عيراً لقريش تريد مكة فيها عمرو بن الحضرمي ، فقتلوه في آخر أيام رجب ، وأسروا عثمان بن المغيرة والحكم ابن كيسان... فكره الرسول ذلك منهم وقال : لم آمركم بقتال ، وأفرج عن الأسيرين ، وأرسل دية القتيل ، ومع ذلك شهَّر المشركون بالمسلمين وقالوا إنهم قاتلوا في الأشهر الحرم ، فنزلت آيات سورة البقرة تدافع عنهم :{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ القَتْلِ} (2) .
*************
وفي غزوة بدر الكبرى (17رمضان 2هجرية) عدّل رسول الله صفوف المسلمين ، وكان في يده قدح يعدل به ، وكان سواد بن غزية مستنصلاً من الصف ، فطعنه الرسول في بطنه بالقدح وقال : استو يا سواد ، فقال سواد : يا رسول الله أوجعتني فأقدني ، فكشف عن بطنه ، وقال : استقد ، فاعتنقه سواد ، وقبل بطنه ، فقال : ما حملك على هذا يا سواد؟ قال : يا رسول الله قد حضر ما ترى ، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير . وهذه لمسة إنسانية تدل على الطابع الأخلاقي الكريم للرسول القائد ، الرحيم مع أصحابه وأعدائه.
ومع بداية المعركة أخذ الرسول يتضرع إلى ربِّه في إلحاح وخضوع ... فقد روى الإمام أحمد بسنده عن علي بن أبي طالب أنه قال : لقد رأيتنا وما فينا إلا نائم ، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح ، وذلك ليلة بدر ... وهو يكثر من قول يا حي يا قيوم ، ويكررها وهو ساجد ... وكان صلى الله عليه وسلم يرفع يده ويهتف بربه ويقول : (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد بعد في الأرض ، اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم نصرك .. ويرفع يده إلى السماء حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، وجعل أبو بكر يقول له مشفقاً عليه : يا رسول الله : بعض مناشدتك ربك ، فإنه منجز لك ما وعد.
وهذا الموقف أيضاً ـ دليل من الأدلة التي تدل على الطبيعة الإيمانية لحروب الرسول صلى الله عليه وسلم.
*************
وفي غزوة أحد ، وبعد خيانة عبد الله بن أبي بن سلول ، وعودته بثلاثمائة (ثلث الجيش) قام النبي صلى الله عليه وسلم ببقية الجيش ـ وهم سبعمائة مقاتل ـ ليواصل سيره نحو العدوّ ، وكان معسكر المشركين يحول بينه وبين (أحد) في مناطق كثيرة ، فقال : من رجل يخرج بنا على القوم من كثب (أي من قريب) من طريق لا يمر بنا عليهم؟
فقال أبو خيثمة : أنا يا رسول الله ، ثم اختار طريقاً قصيراً إلى (أحد) ، ومرَّ الجيش من هذا الطريق بحائط مربع بن قيظى ـ وكان منافقاً ضرير البصر ـ فلما أحس بالجيش المسلم قام يحثو التراب في وجوه المسلمين ، ويقول : لا أحلّ لك أن تدخل حائطي إن كنت رسول الله ، فابتدره القوم ليقتلوه ، فقال : لا تقتلوه فهذا أعمى القلب أعمى البصر ... وترفـّع الرسول عن قتل الأعمى، مع إساءته للرسول والجيش ، وهذه لمسة إنسانية نراها جديرة بالتقدير.
ـ ومن المعروف أنه بعد انتصار المسلمين في موقعة أحد ـ في أول المعركة ـ خالف الرماة أمر الرسول لهم بألاّ يتركوا مواقعهم قائلاً لهم ولقائدهم عبد الله بن جبير : انضح الخيل عنا بالنبل، لا يأتونا من خلفنا ، إن كانت لنا أو علينا فاثبت مكانك ، لا نؤتينَّ من قبلك (البخاري وأبو داود باب الجهاد) وفي رواية للبخاري أيضاً : إن رأيتمونا يخطفنا الطير فلا تبرحوا ، وإن رأيتمونا ظهرنا فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم ... ومع ذلك نزل أربعون منهم ، مُعرِّضين قائدهم عبد الله بن جبير وتسعة معه للإبادة .
وعندما أدرك هذه الثغرة خالد بن الوليد ، انقض منها على المسلمين ، ثم ركّز المشركون جهودهم ضدَّ النبي صلى الله عليه وسلم، وطمعوا في القضاء عليه ، فرماه عتبة بن أبي وقاص بالحجارة فوقع لشقه ، وأصيبت رباعيته اليمنى والسفلى ، وشفته السفلى ، وتقدم إليه عبد الله بن شهاب الزهري ، فشَجَّه في جبهته ، وجاء فارس عنيد هو (عبد الله بن قمئة) فضربه على عاتقه بالسيف ضربة عنيفة ، شكا لأجلها أكثر من شهر، ثم ضرب على وجنته صلى الله عليه وسلم ضربة أخرى عنيفة كالأولى ، حتى دخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته ، وقال : خذها وأنا ابن قمئة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له وهو يمسح الدم عن وجهه : أقمأك الله . (فلم يلبث أن هلك عندما نطحه تيس أثناء عودته!!) .
وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته ، وشج في رأسه ، فجعل يسلت الدم عنه ويقول : كيف يفلح قوم شجوا وجه نبيهم ، وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله .
ومع كل ذلك كان لا يفتأ ـ عليه السلام ـ أن يقول : (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) ، وفي رواية مسلم (ربِّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون).
ـ ومع أن منظر الشهداء كان مريعاً يفتت الأكباد ، فحمزة t لم يوجد له كفن إلا بردة ملحاء، إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه ، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه حتى مدت على رأسه ، وجعل على قدميه الإذخر ، ومع أن هنداً بنت عتبة مثـَّلت به ، وأخرجت كبده لتأكلها ثم لفظتها ...
ومع أن الداعية العظيم مصعب بن عميررضى الله عنه كفن في بردة إن غطى رأسه بدت رجلاه ، وإن غطى رأسه بدا رأسه ، وروى مثل ذلك عن خباب ، وفيه : "فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم غطوا بها رأسه واجعلوا على رجله الإذخر" (وهو نبات) ...
ـ مع كل هذا العناء الذي كابده الرسول فإنه صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه ـ بعد أن انصرف المشركون ـ بأن يقفوا صفوفاً ، وقال لهم : استووا حتى أثني على ربي عز وجل ، فصاروا خلفه صفوفاً ، فقال: اللهم لك الحمد كله ، اللهم لا قابض لما بسطت ، ولا باسط لما قبضت ، ولا هادي لمن أضللت ، ولا مضل لمن هديت ، ولا معطي لما منعت ، ولا مانع لما أعطيت ، ولا مقرب لما باعدت ، ولا مبعد لما قربت ، اللهم : ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك .
اللهم إني أسألك النعيم المقيم ، الذي لا يحول ولا يزول ، اللهم : إني أسألك العون يوم العيلة ، والأمن يوم الخوف ، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا ، اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين . اللهم توفّنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين ، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ، ويصدون عن سبيلك ، واجعل عليهم رجزك وعذابك (3) ...
ـ ومع كل ما أصاب الرسول والمسلمين مع من جراء مخالفة الرماة لأمر رسول صلى الله عليه وسلم الصريح الواضح ـ أولاً ـ ومخالفتهم لأمر قائدهم الذي ولاه عليهم رسول الله وهو عبد الله بن جبير ـ ثانياً ـ وما نجم عن ذلك من هزيمة للجيش المسلم بعد انتصاره ، ومع أن القوانين الوضعية الدولية كلها تطبِّق أقصى العقوبات ـ ومنها الحكم بالإعدام ـ على مرتكبي مثل هذه المخالفة إلا أن الأمر الإلهي الرحيم نزل على نبيّ الرحمة يقول له : {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ} (4) ، وبقولـه له ـ أيضاً ـ {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ} (5) .
ـ وهكذا من خلف كل الآلام والمحن ـ كانت القيم الإنسانية والربانية هي الحاكمة لكل التصرفات في أُحد (شوال 3هـ) فلم يسمح الرسول لنفسه بأن يحمل مشاعر الانتقام من قومه ، وأن يدعو عليهم كما دعا بعض الأنبياء على أقوامهم ؛ بل دعا لهم في أحلك الظروف بالهداية ، وحتى الرماة المسلمون ، وهم السبب في هذه المحنة لم يسمح الله بالانتقام منهم ، ولقد لقي هذا رضاً من رسوله ... الذي نعته ربه بالرحمة واللين وعدم الغلظة ، وأمره بالعفو عنهم والاستغفار لهم ومشاورتهم ـ جمعياً ـ في الأمر ، فالشورى ليست هي المسئولة عن الهزيمة ، وإنما المسئول هم الرماة الذين عفا الله عنهم ، وأمر رسوله بالعفو عنهم ... فحتى في هذه المحنة الأليمة التي كابدها رسول الله ... وحتى في مستوى هذه المعاملة البالغة السوء من المشركين ـ تقف القيم الإنسانية والأخلاقية النبوية ثانية مؤكدة ـ في الحرب والسلم معاً ـ الصدق البالغ في قوله تعالى في وصفه نبيه محمد ـ عليه السلا*-م ـ : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (6) .
**************
وبعد (أُحد) شهدت السنة الرابعة للهجرة عدداً من السرايا تعرض المسلمون في بعضها لعدد من النكبات ، ومن أهمها (سرية الرجيع) التي كانت مؤامرة من المشركين ادّعوا فيها رغبتهم في الإسلام واصطحبوا معهم عشرة من القراء قتلوا منهم ثمانية وباعوا اثنين لأهل مكة فصلبوهما ... وتأتي (سرية بئر معونة) كارثة أعظم وأكبر ، وكانت شبه مؤامرة ، على النحو السابق ، وانتهت باستشهاد سبعين رجلاً من الصحابة القراء ...
كما شهدت هذه السنة ـ أيضاً ـ إجلاء بني النضير اليهود من المدينة ، بعد أن حاولوا قتل الرسول مرتين ...
وفي السنة الرابعة للهجرة ـ أيضاً ـ خرج الرسول لملاقاة أبي سفيان الذي كان قد توعد المسلمين باللقاء ـ بعد أحد ـ في العام القادم في بدر ، وقد أقام الرسول في بدر ثمانية أيام ينتظر
أبا سفيان لكنه لم يأت ، فعدّ هذا نصراً للمسلمين ، وبدأوا يستردون هيبتهم بعد أحد وآثارها ...
ـ وفي هذه السنة ـ أيضاً ـ قررت قبيلتا بني ثعلبة، وبني محارب من غـَطَفَان الهجوم على المدينة ، وعندما وصلت الأخبار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم خرج مع أربعمائة من المسلمين حتى وصل موضعاً يقال له ذات الرِّقاع ، غير أن هاتين القبيلتين عندما علمتا بقدوم المسلمين خنستا واختبأتا في جحورهما ، لذا فلم يقع أي قتال ، ولكن النتيجة كانت نصراً في قائمة المسلمين أمام العرب وقريش (7).
**************
size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nahla
رئيس عام المتتدي
رئيس عام المتتدي
nahla


انثى
عدد الرسائل : 1846
العمر : 38
الاقامــــــه : egypt
الوظيفه : teacher
العمل/الترفيه : internet
تاريخ التسجيل : 14/10/2006

لمحات من انسانية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحات من انسانية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام   لمحات من انسانية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 15, 2007 10:21 pm

مواقف رائعه
شكرا بسمه علي مواضيعك فعلا اجمل من بعض
منوره المنتدي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://love.smileyforum.net
Bossy M. Zein
مشرف القسم الطبي
مشرف القسم الطبي
Bossy M. Zein


انثى
عدد الرسائل : 746
العمر : 40
الاقامــــــه : مصر
تاريخ التسجيل : 30/06/2007

لمحات من انسانية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحات من انسانية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام   لمحات من انسانية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 15, 2007 10:36 pm

يا خلاسى
ربنا يخليكى ليا حبيبتى انتى اللى منوره حياتى كلها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لمحات من انسانية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حــ الاسلام ــــب :: •·.·°¯`·.·• ( الأقسام الدينيه ) •·.·°¯`·.·• :: محمد رسول الله-
انتقل الى: