السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
نص السؤال ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته......
هذه بعض الأسئلة عرضناها على فضيلة شيخنا العلامة صالح الفوزان حول انتشار رسائل الجوال التي تدعو إلى صيام محدد لتوحيد الدعاء على الكفار وما شابه ذلك من الرؤى والأحلام التي يروجها بعض الجهلة.
وقد وجهنا لفضيلته هذه الأسئلة:
1- بين الشباب اتفاق على صيام يوم لكي يوحدوا الدعاء على بعض الأعداء فما حكم ذلك؟
2- كثر في الآونة الأخيرة انتشار الرسائل عبر الهاتف الجوال! ومن ذلك :أننا سنوحد الدعاء على الأعداء فجر هذا اليوم؟
وكذلك يقول: إن هناك رؤية صالحة تدعو أهالي الخليج لقراءة سورة الأنعام هذه الليلة!!
فهل يجوز اعتقاد ونشر مثل هذا الكلمات؟
نص الفتوى ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله ، أما بعد ..
لقد لوحظ في الفترة الأخيرة ظهور البدع وانتشارها عن طريق جديد غير طرق الكتابة وغير الدعوة إليها عن طريق إقامة الدروس , بل طريق جديد أكثر انتشارا من هذه الطرق ؟ إنه الهاتف النقال ,(الجوال), الذي في كل يوم يظهر لنا مصيبة جديدة , وإليكم أمثلة على بدع النقال ( الجوال)
أولاً : في رأس السنة الميلادية انتشرت رسالة في الهواتف النقالة (الجوال ) تقول هذه أكثر ليلة يعصى فيها الله أكثر من قراءة قل هو الله أحد , وقل لا إله إلا الله خمسين مرة .
ثانياً: في نهاية السنة الهجرية , انتشرت رسالة تقول , غدا نهاية العام فاختم عامك بصيام (انشرها
ثالثاً : ظهرت رسالة تقول , من قرأ ( حم الدخان ( في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك) انشرها ولك الأجر
رابعاً : انتشر عندنا في الكويت في هذه الأيام التي تتعرض فيها البلاد لصواريخ الطاغية البعثي رسائل كثيرة أذكر منها على سبيل المثال : 1 – اقرأ سورة الفيل سبع مرات حتى ينصرنا الله على الأعداء ( انشرها ولك الأجر)
2- لقد رؤي رؤيا صالحة اقرؤوا سورة الأنعام حتى يؤمننا الله (انشرها ولك الأجر)
3- اقرأ آخر سورة ال عمران لكي يؤمننا الله (انشرها)
الرد :
أقول
أولاً : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد
هذا هو الحكم النبوي في البدع كما صح عنه صلى الله عليه وسلم : الرد والرفض , وعدم القبول . قال الشيخ الألباني رحمه الله وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام , وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم , فإنه صريح في رد وإبطال كل البدع والمحدثات
ثانياً تعريف البدعة : لقد عرفها العلماء بعدة تعريفات : منها : إنها ما أحدث على خلاف الحق المتلقي عن الرسول صلى الله عليه وسلم, من علم أوعمل أو حال, بنوع شبهه أو استحسان, وجعل ديناً قويماً وصراطا مستقيما
ثالثاً : شروط قبول العمل : أولاً : الإخلاص , ثانياً المتابعة للرسول , فلا يقبل عمل حتى يكون خالصاً لله عزوجل تابعاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم
رابعاً : إن القاعدة تقول تحديد العدد في العبادة متوقف على وروود الدليل من الكتاب والسنة وهذا تحديد عدد لم يرد في الكتاب والسنة فهو إذن مردود على صاحبه . ثم إن تحديد العدد في العبادات من طرق الصوفية .
وعلى هذا فلا يجوز أن نحدد قراءة ذكر بعدد معين
أما بالنسبة لصيام آخر العام فهذا أيضاً بدعة لأن الصيام عبادة , وتخصيص عبادة بيوم وزمن معين , لم يخصصه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة مردودة على صاحبها غير مقبولة كمن يصلي العصر خمساً فصلاته غير صحيحة .
وأما بالنسبة لحديث ( من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك ) هذا الحديث رواه الترمذي وقال عنه الشيخ الألباني رحمه الله في ضعيف الجامع الصغير ( موضوع )
وبالنسبة لقراءة سورة الأنعام حتى يؤمننا الله : أقول إن القرآن كله بلا استثناء أمان واطمئنان لمن يقرأه كما قال تعالى ألا بذكر الله تطمئن القلوب وتخصيص سورة معينة بالفضل لم يرد تعيينها في الكتاب والسنة من الأمور المبتدعة في الدين.
وهذا الذي ذكرته من البدع في الرسائل على سبيل المثال لا الحصر
الأسباب التي جعلت هذه البدع تنتشر ..
أولاً: أن البعض عندما نقول له هذه بدعة ؟ يرد علينا ويقول لا هذه فائدة من باب التذكير فقط وليس فيها شيء من البدع أبداً !
سبحان الله فعلا في آخر الزمان أصبحت الأشياء تسمى بغير اسمها , وإلا فانظروا البدعة أصبحت في هذا الزمان فائدة!
كما قال من قبلهم , هذه بدعة حسنة!
ثانياً : أن البعض هداهم الله عندما تأتيه رسالة بمثل هذه البدع , ويعرف أنها بدعة يكتفي بمسحها من صندوق الوارد فقط .
والواجب علينا أن ننصح الذي أرسل هذه الرسالة ونبين له أن هذا الأمر من البدع التي ينبغي أن لا ينشرها ولا يتساهل بها على أنها من الفوائد , فلو أننا نصحنا كل من يرسل هذه الرسائل وبينا له الخطأ لما انتشرت هذه الرسائل بهذه الكثرة
ويا ليت أن تكتبوا لكل من يرسل لكم هذه الرسائل ويكتب أنشرها أن تكتبوا له هذه الكلام لا يجوز أن تقول لأخيك أفعل كذا أو قل كذا إلا بورود دليل من الكتاب والسنة ورحم الله الإمام الشافعي رحمه الله حين قال: ما أسرع الناس إلى البدع
وأخيراً : فأمر البدعة خطير جداً , لا يزال أكثر الناس في غفلة عنه , وحسبك دليلا على خطورة البدعة قوله صلى الله عليه وسلم إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته
وخلاصة الأمر أن يقال كل عمل بلا إقتداء , فإنه لا يزيد عامله من الله إلا بعداً , فإن الله تعالى إنما يعبد بأمره ,لا بالآراء والأهواء
هذا فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين
لفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
موقع الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان ( المصدر