بسم الله الرحمن الرحيم...............
(روميو وجوليت) واحده من اشهر القصص الرومانسية التى عرفها الناس , بل قد تكون اشهرها على الاطلاق , وهذا لما يظهر فيها من تدقف للمشاعر والاحاسيس وايضا لا ننسى تلك النهاية الترادجية التى تنتهى اليها الاحداث دائما , وكتاب الروايات كتبوا عنها قصص كثيرة , والسينما ايضا كان لها دور كبير فى تصوير مثل هذه القصة بطريقة او باخرى , ولكن للجاسوسية رواية هى الاخرى .
ففى الحرب العالمية الثانية وبعد ان عجزت القوات الالمانية عن اجتياح فرنسا وذلك لخطوط دفاعاتها القوية وهذا ما يؤكده التاريخ عن خط ( ماجينو ) باعتباره اقوى خط دفاعى عرفه التاريخ , وبعيدا عن تلك الحروب العنيفة التى يؤذى صداها حتى من لا يشتركون فيها هناك دائما حروب تدور فى الخفاء , حروب تدور وتحدث ولا يشعر بها سوى من قاموا بها فقط , تلك الحروب الباردة كما يطلق عليها او عالم المخابرات والجواسيس.
فقد اسند الجنرال (هملر) شخصيا -وهو الرجل الثانى فى المانيا بعد (هتلر) - الى (فون دار) مهمة ايجاد حل لدخول فرنسا باى طريقة كانت , ولقد اعتمد (فون دار) فى خطته على فقط مصور فوتوغرافى شهير اسمه (روميو) ......(روميو سيلافيو ) , فكان على ( روميو ) ان يذهب الى فرنسا ويحاول اقامة علاقات مع كبار رجال الجيش هناك باعتباره مصورا محترفا يمكنه التقاط صور للجنرالات لكى يتباهوا بها , وهذا ما كان وقد ذاع صيته بسرعه كبيرة بعد العديد من الصور التى التقطها والتى تخلب لب اصحابها لعبقرية ( روميو ) وابداعه فى التصوير.
حتى يوم تم فيه دعوته لحضور حفل فى منزل قائد سلاح الفرسان الفرنسى , وبينما هو كذلك فى الحفل , حدث ما يحدث دائما فى القصص والروايات والافلام الرومانسية , فقد وقعت عيناه على اميرة الحفل وكانت تلك هى زوجتة رئيس سلاح الفرنسان نفسه وللمصادفه كان اسمها (جوليت) ......(جوليت بوردو) . ولكن ( روميو ) لم يمكنه رفع عينه لحظه واحده عنها طوال الحفل , وهذا ما لاحظته هى وقد اسعدها ان تخلب لبه الى هذا الحدث , وبطريقة انثوية مدروسه انسلت الى الشرفه ووقفت هناك تنتظر , والتقط ( روميو ) الرساله وذهب اليها ودار بينهما حوار قصير ولكنه كان كاف لكى يشعر كل منها بالاخر فقد كانت ( جوليت ) صاحبة الاثنان وعشرون عاما فقط , ولم يعكر صفو لقاؤهما غير زوجها الذى اقتحم عليهم خلوتهما فجاة وعنفهما ولكن ( روميو) كان من امتص المفجاة بسرعه واخبره انه كان يقنع مدام ( جوليت ) باخذ صورة لها ليتم تعليقها فى البهو , ولكن الجنرال اصر على حضور التصوير بنفسه مما افسد خطة (روميو وجوليت ) , ولكن عبقرية ( روميو) جعلت الصورة فى اروع مما يكون مما منحه الجنرال مكافاة سخية , لم تساوى ذرة واحدة من تلك المكافاة التى منحتها له ( جوليت ) عندما همست فى اذنه : الليلة الساعة الثانية عشرة فى الحديقة الخلفية , والتقيا هناك وكان اللقاء حارا بالفعل , وعاد روميو الى غرفته سعيدا للغاية ولكن كل الومانسية التى ملات نفسه تبخرت فجاة بعد ان وقعت عيناه على ( فون دار) , وذلك الاخير استقبله بابتسامه كبيرة وقال له : جيد جدا ما فعلته مع ( جوليت ) ودار بينهما حديث قصير قال له فيه ( روميو) انه سيذهب لتصوير حظيرة الخيول فى مقر سلاح الفرسان الفرنسى , واعطاه (فون دار) علبة صغيرة بها ابرة وقال له : انه عندما ينفرد بجواد ما يوخزه بها ثم بعدها يتخلص منها هى وقفازه , ونفذ ( روميو ) ذلك دون ان يفهم لم كل هذا العناء من اجل شكة ابرة , بعدها اخبره انه قد نقل للخيول ميكروب الجمرة الخبيثة , وان عليه العودة الى المانيا , ولكن (روميو) استنكر ذلك وتضرع من اجل البقاء بجوار معشوقته ( جوليت ) , ولكن ( فون دار) عنفه واخبره انه فى مهمة فقط وان الجاسوس الفاشل هو من يترك العنان لاحاسيسه وانه اذا علم الجنرال (هملر ) بذلك فسوف يعاقبه على ذلك , واخبره ان المفترض ان ما ينتظره هو المكافاة وليس العقاب , ورحل ( روميو ) رغما عنه وهو يكاد يومت لوعا , وكان هذا حال ( جوليت ) ايضا فقد كمن اصابها مس من الجنون عندما اختفى عنها ( روميو) فجاة , وظلت تبحث عنه طويلا ولكن بلا فائده الى ان وقعت ضحية مرض حار فيه الاطباء طويلا , ومرت الايام وانهار سلاح الفرسان وانهار خط (ماجينو) واستسلمت فرنسا بعد ارعة عشر يوما فقط من الحرب , وبعد دخول الالمان فرنسا , اسرع ( روميو ) اليها وهو يمنى نفسه بلقاء حبيبته وليس يدرى كيف يشرح لها كيف خدعها وكيف كان السبب فى دخول الالمان لفرنسا , ولكن القدر خفف عنه ذلك , فقد ماتت ( جوليت ) بعد صراع طويل مع المرض , وقد صدم هذا الخبر( روميو ) بشده وكان كمن اصابه الجنون فاصبح لا ياكل ولا يشرب واخذ يدور حول الفيلا كالمجنون وكانه يستعيد الذكريات التى قضاها مع اجمل مخلوقة راها يوما , ولم يهمله القدر طويلا عندما حانت منيته , وكان فقط يوصى بان يدفن بجوار حبيبته , ولكن الفرنسيين رفضوا طلبه بعدما تبين انه كان جاسوسا عليهم واحد اسباب دخول المانيا اليهم .
ومرة اخرى مع النهاية التراديجية والمؤثرة جدا , تنتهى تلك القصة التى سطرت نفسها ليس فقط فى كتب الرومانسية ولكن ايضا فى كتب الرومانسية , قصة الحبيبان .....................( روميو وجوليت ).
مصطفى.