بسم الله الرحمن الرحيم................
من المعروف جيدا فى اوساط المخابرات والحروب الباردة , ان الدولة لاتقوم بنشر تفاصيل اية عملية قامت بها الا بعد مرور مابين خمسة وعشرين عاما الى خمسون عاما , وذلك حفاظا على الامن والسرية , ولكن تلك الواقعة كانت خارج هذه القاعدة , فقد تم كشف امرها صدفة عن طريق الصحفى (جون كارنبتر) , والذى ادى اكتشافه الى قيام ضجة كبيرة فى العالم ,اضطرت الحكومة الامريكية الى اراقة الدماء من اجل اخراس كل الالسنة .........كانت هذه واقعة (تجربة فيلاديفيا).
فقد بدا اكتشاف الامر صدفة عندما كان الصحفى الشاب (جون كارنبتر) ذاهبا لحضور حفل زفاف شقيقه , فدخل احد المقاهى ليستريح من سفره , ولكنه قابل هناك رجلا يدعى (فيليب دوران) والذى كان قد عرف ان (جون) صحفيا ,فاخبره بامر تلك الماساة التى راها امام عينه .
فقد اخبره بانه يعرف سر السفينة الحربية (DE-173) , والتى راها تختفى تماما بكل ماعليها ومن عليها , وكان الاثر الذى تركته على سطح الماء يدل على انها موجودة ولم تغرق , غير انها اصبحت غير مرئية .....فقد كانت هذه هى التجربة الرهيبة التى قامت بها الحكومة الامريكية وذلك فى اكتوبر من عام 1943.
فبداية اخبروا بحارة السفينة انهم على وشك تجربة سلاح خطير اذا نجح فسوف يكون باسطتاعتهم القضاء على الاسطولين الالمانى واليبانى معا باقل الخسائر الممكنة , وكان ذلك كافيا لبث الحماس فى نفوس البحارة والذى جعلهم يراقبون الامر بشغف , وكان هناك فريق من العلماء يشرف على التجربة وكان احدهم اشعث الشعر مضحك المظهر الا انهم كانوا يولونه اهمية كبيرة ويحيطون به دائما, واشرف هو شخصيا على تركيب الاجهزة على سفينتين معدتان لقيام التجربة, فقد احاطت سفينتين كبيرتين تلك السفسنة (DE-173) ومن ثم راحت تلك الاجهزة التى على متن السفينتين ببث طاقة صافية ادت الى احاطة السفينة بضباب وردى لم يلبث الا ان انقشع لتختفى معه السفينة (DE-173) ولكنها لم تترك سوى اثرها على الماء ليدل على انها موجودة ولكنها غير مرئية , وكانت الكارثة هى ما اصاب البحارة , فقد اقسم (فيليب) وهو يروى الواقعة ل (جون كارنبتر) انه كان يسمع صراخهم وكانهم يعانون عذابا لا حدود له , وبفشل التجربة تم ايداع كل البحارة فى مصحات نفسية حتى يتم التشكيك فى اقوالهم اذا ما روا الامر , فقد روى احد البحارة انه راى اشباحا تطارده ويرى صديقه وهو يقابل زوجته الراحلة , بينما اخذ قبطانهم يدير الدفة بحركات هيستيرية وهو يهتف بانه عليهم ان يخرجوا من بحر الظلمات هذا .
وما جعل (جون كارنبتر) يصدق (فيليب دوران) انه قد اخبره صديق له يعمل فى البحرية الامريكية انه قد راى جزء من شريط فيديو كانوا يعرضونه , راى فيه سفينة تختفى , ولكنه لم يستطع مواصلة المتابعة بسبب عمله .الا انه لم يهتم كثيرا , لذلك فقد احضر (جون كارنبتر) احدى الصحف القديمة وفرد احدى صفحاتها اما (فيليب) ليساله هل يمكنك معرفة هوية العالم المهم فى التجربة فى هذه الصورة ؟ , اخذ (فيليب) يدير بصره فى الاشخاص فى الصورة ليتوقف بصره عند احدهما ليهتف : هو هذا. , فقال (كارنبتر) وهو يبتسم ابتسامة ظافرة : كنت اتوقع هذا .
ذلك لان ذلك العالم الذى فى الصورة لم يكن سوى اشهر علماء عصره , كان (البرت اينشتين) .........شخصيا.
وكان هذاسبق صحفى خطير بالنسبة ل (جون كارنبتر) فقد روى فى الجريدة التى يعمل بها تلك الواقعة , وارفق معها ايضا رواية (فيليب دوران) باعتباره شاهد على الواقعة , بالاضافة الى رايه فيها ., ومن ثم انتظر ان يحدث شيئا , ولكن الحكومة الامريكية تجاهلت الامر , وكان يبدوا ان هذا التجاهل مدروسا اذا ان اى تعليق على الموضوع سوف يشعل الموقف, وهذا ماجعل (كارنبتر) يشعر باحباط شديد , وكان من الممكن ان ينتهى الامر الى هذا الى ان اتت تلك المكالمة الخطيرة .
فلقد اخبر البروفوسير(ألند) (جون كارنبتر) بانه توقع فشل التجربة الا ان الحكومية الامريكية لم تسمع له حيث انه (اينشتين) اعلى من مكانة واكثر مصداقية .
الفكرة التى راودت (اينشتين) وجعلته يقوم بالتجربة هى فكرة ان تكون المادة هى صورة من صور الطاقة وليس العكس....فالمعروف انه يمكن الحصول على الطاقة من المادة بالحرق مثلا...ولكن (اينشتين) كان يرى ان المادة ليست سوى طاقة بالغة التركيز والتكثيف فى الحيز مما جعلها ملموسة.
وبالرغم من المصداقية التى تمتع بها (اينشتين) فى الاوساط العلمية بعد نظريته النسبية , الا ان نظريته الجدية لم تجدى صدى واسعا بين العلماء , فقد اخرج (اينشتين) مصطلح (الحقل الموحد) , وهو الحقل الذى ينشأ بدمج الطاقة الكونية بالجاذبية الارضية والاشعة النووية والمجال المغناطيسى والكهربى معا.-(لا تسالنى عن كيفية حدوث هذا)- , وكانت من ضمن تلك التفسيرات التى وضعت لحدوث تلك الواقعة ان المجال المغناطيسى الذى احاط بالسفينة كان له تاثيران , فالتاثير الاول هو ان جعل معامل الانكسار للسفية صفر فاصبح يخترقها الضوء ولا يرتد عنها , والثانى هو ان جعل الضوء لا يسقط على العين مباشرة - وهذا ما جاء بالنقطة السوداء فى رواية الكاتب الكبير(هـ. ج. ويلز) رواية (الرجل الخفى ) فهنا يمكننا القول ان بطل الرواية فى حالة اختفائه سوف يكون فى ظلام دامس او يكون مصابا بالعمى ويحتاج لمن يمد له يد العون- ولكن بعيدا عن المصطلحات والتعقيد العلمى يكفى ان نقول ان فكرة (اينشتين) كانت مجنونة للغاية.
ولكن بعد مكالمة البروفوسير (ألند) اعاد (جون كارنبتر) نشر الموضوع واضاف اليه هذه المرة مكالمة البروفوسير(الند) , وهذه المرة كان السكوت مستحيلا , فلقد تفجر الموقف فجاة , واصبحت (تجربة فيلاديفيا) موضوع الساعة حتى ان ثلاث من كبار المجلات اعادت نشر مقال (جون كارنبتر) وتسارع الصحفيون للحصول على اى معلومة جديدة عن تلك الواقعة , فى ظل نفى واستنكار الحكومة الامريكية لتلك الواقعة , ووانهالت الخطابات على (جون كارنبتر) من كبار العلماء , ومنهم العالم الجليل (رانيهارت) , والذى لم يدم تصريحه بشان الموضوع طويلا , فقد تم العثور على جسده ممزق اثر حادث عنيف بسيارته , وتوجهت اصابع الاتهام كلها تشير الى الحكومة الامريكية , ولكن لم يستطع احد ان ينطق بحرف واحد , فى نفس الوقت الذى حاول فيه فريق من الصحفيين الحصول على معلومات من (اينشتين) نفسه , ولكنهم لم يستطيعوا الحصول منه على كلمة واحدة , لانهم وجدوه قد مات فى منزله فى هدوء, وابتعد الكل عن تلك القضية الدامية , وحاولوا الانشغال بامور حياتهم باعتبار ان ارواحهم تساوى اكثر من حصولهم على سبق صحفى او شهرة مؤقته.
وظلت الامور هكذا لسنوات الى ان اصدر الكاتب( تشارلز بيرلز) كتاب يصف فيه الواقعة., وعندما مات العالم الكبير (جيسوب) كان قد ترك رسالة الى (جون كارنبتر) اخبره فيها بامور خطيرة للغاية عن (تجربة فيلاديفيا) , ولكن (جون كارنبتر) لم يعد الى بيته بعدها , وهنا اثر الكل السكوت عن المضى قدما فى ذلك الطريق المميت , والذى سوف يتذكر التاريخ يوما انه قد قام فريق من العلماء تحت قيادة(اينشتين) باخطر تجربة عرفها التاريخ...........(تجربة فيلاديفيا).
مصطفى.