بسم الله الرحمن الرحيم..............
ان الحضارة الفرعونية هى ولا شك من اعظم الحضارات فى العالم اجمع , وربما يرجع ذلك الى الغموض الذى يحيط بها , والذى لم يستطع العلم الحديث سبر اغواره.
ولكى نتحدث عن الحضارة الفرعونية فاننا سوف نحتاج الى دهر كامل , ولكننا سوف نلقى عليها هذه المرة نظرة دينية , فالنظرة العلمية تبين لنا مدى التقدم فى العلم الذى وصل اليه الفراعنة وهذا واضح من خلال اثارهم وابنيتهم التى ظلت شامخة حتى الان , وايضا لوحاتهم ورسوماتهم التى ظلت زاهية الاف السنين , وامتلكوا من العلوم ما يمكنهم به تسخير كل شىء فى خدمتهم , ولكننى اتعجب من انهم فضلوا رغم كل هذا ان يبقوا قوما همج , يعيشون فى بيئة بدائية , ولست ادرى لماذا لم يستخدموا علومهم فى صنع الات تساعدهم فى حياتهم .
فهناك اجابة صغيرة على هذا التساؤل ولكنها ليست شافية بالنسبة لى , فالكهنة هم من كانوا يمتلكون العلوم , وهم كانوا اعلم من العامة بحقيقة الفرعون الى يفرض نفسه الها على العامة , فهم يعرفون انه مجرد بشرى مثلهم , وهم كانوا يمدونه بالمعلومات كميعاد الفيضان مثلا , وهو يذيع هذا الخبر على العامة فيزداد اميانهم بكونه الها , فهو الاله الذى يجلب لهم الفيضان ويجلب لهم الخير , فهو بذلك يحجب العلم حتى يستطيع ان يسبغ صفة الالوهية على نفسه .
ولكن مايؤلمنى كثيرا هو اننا ننسب انفسنا اليهم مرددين عبارات لا ندرك صداها ( نحن ابناء الفراعنة ) , ( مصر هى ارض الحضارة الفرعونية) , ونسينا ان هؤلاء الفراعنة كانوا اعداء الله ورسوله , فالله ارسل سيدنا (موسى) الى فرعون مصر(رمسيس الثانى) -وذلك لما تشير الابحاث لما وجدوه حول جثته الغارقه وموقعها-, ليدعوه الى عبادة الواحد القهار , فسخر منه ونادى فى وزيره (هامان) ان يبنى له صرحا كبيرا عسى ان يبلغ ابواب السماء فينظر ويطلع الى هذا الاله الذى يدعو اليه (موسى) , وهذا ما ذكره القران الكريم , ولكن هل الصرح المشار اليه هو نفسه الهرم الاكبر؟!, وناهيك عن النظر الى اختلاف الشخصيات , فهناك ادلة تشير الى ان الهرم الاكبر موجود حتى قبل طوفان سيدنا (نوح) , وكل مافعله (خوفو) هو ان نسب الهرم الى نفسه ليضيف الى نفسه مجدا زائفا , وهذا ليس بالعسير فالعامة تعتقد انه الاله.
ورغم ما فعله الفراعنة فى دنياهم , ناتى نحن ونمجدهم ونعظمهم , وفى ليلة ما ناتى ونسحب تمثال الفرعون الذى حارب الله ورسوله عبر الشوراع ونصنع له موكبا عظيما لننقله من ميدانه الى -لست ادرى الى اين- , وكاننا نؤيده فى كل مافعله فى دنياه .
فالحضارة الفرعونية ليست الا حضارة قامت واندثرت كغيرها من الحضارات الاخرى , وليس لان موقعها كان فى بلادنا , فننسب انفسنا اليهم , فالعرب جذورهم ليست فرعونية , ولا اغريقية , ولا عادية , ولا اى حضارة كانت فاسدة فى الارض ...وان كانت جذورى كذلك فانا اتنصل منها.
ففى الاخر لا يجب ان نكون فراعنة فى الارض , وانما يجب ان نكون عباد الله الصالحين , ولان طال بى الامد سوف اردد دائما " انا لست فرعونيا.....ولن اكون كذلك ابدا"
مصطفى.